الغناء الشعبي .. ما بين الاسفاف والواقع

هناك نوع من الغناء يصنف على انه شعبي

وللأغنية الشعبية نجومها زي عدوية وحكيم لكن مؤخرا ظهرت فئة غريبة أنا وغيري نعتبرها مجرد نوع من الاسفاف ولا تستحق حتى أن ألوت أذني بسماعها

زي الأخ سعد الصغير وحماره وعم بعرور بالعنب بتاعه وأغني عجيبة زي السمك ومعرفش ايه

لكن ما لفت نظري أن هناك بعض الأغاني جيدة فعلا ومش تافهة زي ما الواحد متصور

مثلا أغنية أسمها أنا الشعب لمطرب أسمه أبو جريشة

بيقول فيها

بغني للفقير اللي بخته مال

للشباب المكافح .. البنات الجمال

اللي مرتبه على قده .. خايف من بكره وبعده

اللي زعلان ومبوز .. علشان مش لاقي يتجوز

واللي عامل جمعية .. يجري من البلدية

واللي مش لاقي شغلانة .. كل الناس تعبانة

بغني يا ناس ونفسي عيشتنا تبقى فل

أنا مش بحلم لنفسي لا ده أنا بحلم للكل

العيش موجود بكثافة والطعم كأنه كنافة

واللحمة اهي في التلاجة مش غالية يا ناس ولا حاجة

والاتوبيس فاضي ورايق والكمسري مش متضايق

والتعليم بالمجان ولادرس وكاني وماني

ده حلم دول ودول ..حلم كل دول

حلم كل الناس .. حلم كل الشعب

الكلام بسيط لكنه معبر .. رصد المشاكل الجوهرية اللي في حياة 99.99 % من المصريين واتكلم عنها بلسان الناس البسطا

نفس المطرب كان له أغنيتين يدوران في نفس الموضوع حيث تكلم عن البطالة أو ضألة المرتب بشكل مستفز يجعله غير قادر على الايفاء بأي متطلبات

وهناك أيضا أغنية اعملي مصلحة لشعبان عبد الرحيم

كلماتها بتقول

اعملي مصلحة .. اعملك مصلحة

لاغيني هاتلاقيني.. عينيا مفتحة

هاتجيبلي مرة ساعة .. هاجيبلك مروحة

قبضني هاقبضك.. مشورني هامشورك

الراجل بيتكلم بكل صراحة عن نظام الرشوة واالتنفيع والتظبيط وبينقده علني ودي محدش عملها قبله

بعض الأغاني الشعبية تناقش مواضيع وقضايا مهمة جدا بالنسبة للمواطن المصري في حين أن الأسامي الكبيرة واللامعة للمطربين المعروفين عمرها ما حاولت طرق هذه الأبواب

واللي بيخلي النوعية دي صادقة ومعيرة هو استخدامها للغة العامية العادية اللي بنستخدمها في حياتنا العادية فبتظهر وكأننا أحنا اللي بنشتكي

أعتقد أني هعيد نظر في بعض الأغاني الشعبية مش كلها