شهرزاد

ظلت شهرزاد تروي حكاياها كل ليلة وشهريار غارق في صمته يكتفي بهز رأسه بين حين وآخر .. ليلة بعد ليلة تحكي شهرزاد حتى ملت الحكي واشتاقت لسماع صوت شهريار .. ظلت شهرزاد تعاني حتى قررت في النهاية أن تتوقف عن الكلام وفعلا جاء المساء وجلس شهريار منتظرا ليسمع حكايته اليومية لكن شهرزاد لم تتكلم رمقها بغضب لكنها أصرت على الصمت.

قررت شهرزاد أن تصمت وهي تعلم أنها قد تموت لكنها لن لم تستطع تحمل عذابها للأبد

فليتحدث شهريار أو لتصمت هي للأبد

الدرويش

أنا درويش من الدراويش

بنظرة أموت ونظرة أعيش

صحيح النظرة تحييني

ولحظة قرب تسعدني وترضيني

لكني من اللقا بهرب

وباتدارى وباتكهرب

وده مش تقل ولا خوف

ولا كان البعاد موصوف

صحيح النظرة تحييني

لكن سهمها يجرحني

وزي ما نورها يسحرني

ممكن برضه يحرقني ويكويني
أنا درويش من الدروايش
عايز أعيش وخايف أعيش

مطاردة الحلم

كظمآن يسير في الصحراء يكاد العطش أن يقتله
يبحث عن عين ماء ترويه فلا يجد وكلما شارف على الهلاك
جئت لتبلل شفتيه بقطرتي ماء يبقونه حيا ليعاود السير من جديد


أما آن الأوان أن يصل أو يموت! 

نصـف ميـــت

كالميت يشعر بمن حوله ولا يحرك ساكناً ... لا أستطيع أن أرفع يدي ولا أن أفتح عيني أو أن أنطق بلساني .. أشعر بكل ما يدور حولي .. أسمع من يدعو لي بالرحمة ومن يصب عليّ لعنته .. أشعر باليد التي تمتد نحوي حانية واليد التي تتربص بي غادرة .. أشعر بقبضة الحزن تعتصر قلبي ولا أملك حق البكاء .. أشعر بالخوف والرهبة ولا أجد ما يدفع عني وحشتي .. غضبي مهزوم وشكوتي مسجونة .. تدور حولي الدنيا وأقف وحدي ساكنة بلا حراك كميت ينتظر أن يغلقوا عليه قبره.